تخلص من إدمان الإباحية للأبد، محاضرة التعافي | بودكاست بهدوء مع كريم



تفريغ الفيديو:    غير مراجع 

هذا الفيديو ثقيل جدًا على قلبي، وللأسف ليس للشباب فقط، بل للشباب والبنات والرجال والنساء؛ لأن كثيرًا من الناس يظنون أن أزمة الإباحية هي أزمة الشباب والمراهقين فقط. ثم بدأنا نوضح أن الموضوع يا جماعة لا، هو للرجال أيضًا، حتى الكبار أحيانًا بعد الزواج لا يزالون يعانون من هذه الأزمة الإدمانية. وكنا نحتاج أن نوضح للعالم، وفعلنا ذلك في فيديو ثانٍ عن أخطر محتوى في العالم، حيث تحدثنا في نفس البودكاست عن خطر الإباحية وكيف تزايد استخدامها في السنوات الماضية من ناحية الناس والإحصائيات.

وهنا تأتي الحلقة التي وعدتكم بها عن العلاج. لقد أنشأنا حلقة ثانية اسمها "أخطر محتوى في العالم" كنا نشرح فيها الأثر. بالطبع سنمر على بعض هذه الأمور سريعًا الآن أثناء سيرنا، ولكن تركيزنا في هذه الحلقة سيكون عن العلاج. وهذه الحلقة ستكون طويلة بعض الشيء، ربنا يا رب يرزقنا النفع منها ويرزقنا الإخلاص فيها ويجعلها... وأنا وأنا أعمل هذه الحلقة أكثر شيء أحضره هو: كيف سنقف ونغير العالم وننتصر ونساعد وندعو لأهلنا في غزة وندعمهم؟ وكيف سنرى في يوم من الأيام الأقصى مُحرَّرًا ونصلي فيه ونحن لا نزال شبابنا وأمهات أولادنا المستقبليين قاعدين في منحدر الإباحية هذا لا يعرفون كيف يخرجون منه.

لذلك أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل نافعًا. وعلى فكرة، الدراسة عندنا في الشركة كان هدفنا أن يكون هذا منتجًا من المنتجات أو الدورات التي نقدمها، لكني قررت أن نقدمه بشكل مجاني كمحاضرة أونلاين. السياق الذي سنشغله فيها سيكون مشابهًا جدًا للمحاضرات، فمحاضرة أونلاين مجانية للناس كلها. أسأل الله سبحانه وتعالى أن تساهم ولو بشيء بسيط في مساعدة أحد في رحلة تعافيه؛ لأن كل واحد من حضراتكم يا شباب ويا بنات ويا رجال ويا ستات هو عضو وجزء مؤثر في هذه الأمة، ويجب عليه أن يتحمل هذه المسؤولية، مسؤولية نفسه ومسؤولية الأمة التي هو جزء منها.

فدعني أبدأ وأقول لكم: لماذا أعمل هذه الحلقة؟ ليس لأن هناك نقصًا في المحتوى هذا، بل بالعكس جزاهم الله عنا كل خير، زملاؤنا وأصدقاؤنا قدموا، واليوتيوب مليان محتوى. لكني وأنا أتفرج على معظم هذا المحتوى كنت أرى شيئًا ناقصًا، وهذا ما سأحاول بإذن الله وبتوفيق ربنا أن أكمله في هذه الحلقة.

ما الذي أراه دائمًا ناقصًا؟ أن المتخصصين في قضية الإباحية هؤلاء يتناولونها من جانبين: جانب المتخصصين في المجال الديني (المشايخ وأهل العلم)، وجانب الناحية الطبية والإدمان والعلاج. ومعظم المحتوى يكون إما أن أحد أهل العلم يركز على الجانب الديني ويغفل عن الجانب الطبي السلوكي النفسي الاجتماعي، والناحية الثانية أن المتخصصين غالبًا، كنوع من أنواع المهنية، يركزون فقط على العملية العلاجية أو الخطوات العلاجية من منظور علمي بحت.

وأنا أرى أن هذا الأمر معقد، ولا ينفصل لسببين؛ لأنه سلوك يصدر من إنسان عنده مشاكل شخصية ونفسية يحتاج أن يطورها من نفسه، ويصدر منه سلوك إدماني، فله حاجة سلوكية. ولكن في نفس الوقت هو معصية وذنب عظيم يرتكبه الإنسان في حق نفسه. ولذلك لا أستطيع أن أعامله على أنه ذنب فقط دون معالجته كمشكلة تحتاج حلًا، ولا يمكنني أن أعامله كمشكلة تحتاج حلًا بمعزل عن كونه ذنبًا. لذا ستكون محاولتي بإذن الله أن تكون هذه الجلسة عبارة عن مقاربة شمولية (هولستيك أبروتش) أو محاولة تكاملية، بحيث نغطي أبعاد الإباحية وكيفية التعافي منها.

دعني أكون صادقًا معك من البداية: "اصدق الله يصدقك". ما فيش فيديو ممكن يخليك تبطل الإباحية، لكن ممكن وأنت ماشي في الشارع آية قرآنية تخليك تبطل الإباحية. يعني ممكن تقعد في برنامج ست شهور وما توصلش لحاجة، وممكن كلمة تسمعها تغيرك. فالأساس في الأمر هو عزم النية الصالحة والتوكل على الله حق التوكل. أنت هنا يا رب كريم، هذا لا يفهم وكلامه لا يسوى، لكني جئتك يا رب من خلال هذا المحتوى والوقت الذي سأقضيه في الاستماع إلى كلمتين من كريم. جئت لك يا رب أقول لك: "أنا عايز أتوب، أنا عايزك تحميني". ستجدني أتيه يمينًا وشمالًا كثيرًا لأن عندي أوراقي هنا وهنا وكتبي وحاجتي.

فابن القيم يقول كلمة مهمة جدًا: إنك وأنت تقع في شيء خطأ أو ذنب، انظر إلى ثلاثة أشياء. سأتحدث عن أول واحدة فقط: "الانخلاع من العصمة حين إتيانه". خذ بالك من هذه النقطة مهمة جدًا. أولًا: عندما تقع في الذنب أو تعمل شيء غلط، أنت "انخلعت"، واستخدام اللفظ هنا شديد جدًا – "انخلاع عن العصمة"، أي أنك خرجت خارج عصمة الله سبحانه وتعالى. فلنضبط هنا المعيار: النية والتوكل على الله سبحانه وتعالى وإصلاحها. أنت جئت له هنا وتسعى بأي شيء، إن شاء الله كريم هذا يقول كلمة مفيدة. لكن يا رب، أخرجني من هنا، قادر أن أعمل شيء بك يا رب، لا بكلام كريم ولا بأي شيء من اليوتيوب نفسه، كله استحضار لهذا المعنى: أنك عندما تخطئ، تكون قد خرجت خارج العصمة. فمهم جدًا أن تركز على كيف سنبني ونحن نمشي داخل هذه الحلقة ما يجعلك من أهل العصمة.

ولذلك لو كنت شخصًا لم تدمن هذه الأشياء، وشاهدت شخصًا وقع في هذا الشيء، فلا تنظر إليه نظرة احتقار أو استنكار. هو انخلعت عنه العصمة، قد يكون بتقصير منه وقد يكون ابتلاء من الله سبحانه، لكنك أنت أيضًا مستور بالعصمة هذه. فاحذر أن تضيع منك العصمة والستر هذا بأن تظن أنك أفضل من أحد أو أن تعير أحدًا.

لماذا أخاطب غير الممارسين أيضًا؟ لأنه قد يكون أحدهم يحتاج أن يشارك الفيديو هذا مع أهله لأنه سيطلب منهم المساعدة. فمهم عندي أنت وأنت تستمع أن تعرف أن إدمان الإباحية، سواء كنت المستخدم أو الشخص الذي سيساعد المستخدم، إدمان الإباحية هو ذنب وذنب كبير وخطأ وخطأ كبير، لكن لا نستطيع أن نقول إن صاحبه إنسان وحش. وهذا ليس رأي كريم، بل هي فلسفة الإسلام في التعامل مع أهل المعاصي والذنوب. النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث فيما معناه: "إذا زنت أمة أحدكم فليقم عليها الحد ولا يثرب"، أي لا يلومها ولا يعيرها به. كما قال سيدنا يوسف: "لا تثريب عليكم اليوم". فاحذر من التعيير بالذنوب.

فتعالَ نبدأ. عذرًا إذا طالت المقدمة بعض الشيء، لكن استحضار الجانب الروحاني مهم جدًا لكي عندما ندخل في الجانب العلمي تكون عارفًا أن العلم هذا سبب. ويالها من ناس تركت دون العلم، ويالها من ناس هداهم الله دون أي شيء من هذا. لأن الإباحية – خذ بالك – معصية العصر، ففي كل عصر كانت هناك معاصٍ. قديمًا كان الزنا أسهل في أوقات من الأوقات، المجتمع كان مفتوحًا والبغاء والفلوس متاحة. بعض الناس في حياتهم الآن قد يكون هذا موجودًا، لكني أتحدث عن زمان كان هذا موجودًا، ولكن الله سبحانه وتعالى كان يتوب عليهم دون... وخُذوا بالكم: الخمر فيه إدمان. كان رجل يُجلد في الخمر، صحيح؟ الإدمان على الإباحية أو حتى الزنا نفسه فيه شيء من الإدمان. فلو كنت تظن أن العلم فقط أو الطب فقط أو علم النفس فقط هو ما سيكفيك، فهو لن يكفيك. لكننا نستخدمه كواحد من الأسباب التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الأرض ليستعين بها العباد على قضاء حوائجهم، ونحن هنا حاجتنا في ماذا؟ أن نقرب من ربنا.

فلا تقلق، فالذي يقرب من ربه شبرًا يقرب الله منه ذراعًا. فابدأ الرحلة وأنت مطمئن وفي سكينة أنك لو بدأت معنا بالفعل الآن فأنت في معية الله وتوفيقه ومحبته. ليس لأن كريم هذا كلام ربنا، بل لأن الله أراد أن تسمع تذكرة به، وأن تسمع معلومة تشجعك على أن ترجع وتحاول مرة أخرى في المعركة.

طبعًا ما فيش حد هيجي يحضر فيديو زي ده أو حلقة زي دي سواء بيسمعها بودكاست أو بيتفرج عليها فيديو، إلا وهو مقتنع أنه المفروض يبطل وعايز يبطل. نحن الذين نأتي هنا أو من سيتفرج على هذا المحتوى هو شخص مل من كثرة المحاولات الفاشلة، مل من جلد نفسه بعد الخطأ، مل من الهروب من أن هذا الأمر يدمر حياته ويؤثر على كل شيء فيها.

تعالَ أولًا نبدأ: العلم يقول لنا ماذا؟ لكي نستطيع أن نتعامل مع هذه الظاهرة، يجب على الإنسان وعلى العقل أن يدرك أثر وضرر هذا الشيء. ومهم عندي ونحن نقول الأضرار أن نساعدك على أن تستحضر التأثير السلبي لهذا العمل في حياتك، فيصبح عقلك قادرًا على معرفة أن الألم الذي أصابك في بطنك بسبب هذه الأكلة، فيرفض عقلك أن يأكلها مرة أخرى، أو على الأقل عنده شيء من المقاومة تجاهها في المستقبل.

ولكن لو سألتني: "يا كريم، أَبْطُل هذا لأنه مضر؟" لا، ستبطل لأنه حرام ولا يرضي ربنا، والذي لا يرضي ربنا مؤذٍ. بعد ذلك، لأنه مؤذٍ. لكن اجعل النية الأولى والحاضرة في ذهنك أنك تبطل هذا لله، ليس لأنه يؤثر على تركيزي أو إنجازاتي أو يقصر... أَبْطُل هذا لله حتى يكون فيه إخلاص في هذا الإقلاع، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك فيه التوفيق.

فعندنا أضرار، أكبرها أنك تعصي الله سبحانه وتعالى. ثم واحد: أنك تُعطِّل القشرة الأمامية الجبهية (Prefrontal Cortex) الخاصة بك، التي تستطيع أن تأخذ بها القرارات وتفكر بها وتساعدك أصلاً على أن ترى عواقب الأمور. فلكي نبدع ونكبر ونغير الدنيا، كيف؟ إذا كنا الأبحاث تقول إن الناس الذين عندهم إدمان للإباحية أو أي إدمان بشكل عام يبدأ حجم القشرة الأمامية الجبهية – هنا في الجبهة الأمامية – يتضاءل، فالإنسان الذي يمارس أو يستخدم هذه المواد يفقد شيئًا من إمكانياته وذكائه وقدراته كإنسان.

اثنين: يصبح عنده شيء من التبلد، عنده حفرة لا تمتلئ إلا بهذا الشيء. فلا العواطف تنفع، ولا محبة الآخرين تنفع، ولا دعم ينفع. لا ينفعه إلا هذا الشيء الذي يمارسه. ولذلك المدمن من آفات الإدمان أن تصبح الحياة كلها بلا طعم. الحياة كلها أبيض إلا الجزء الذي أفتح فيه الشاشة وأتفرج فيه على هذه الأشياء، فهو الجزء الملون الوحيد. فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يلون حياتك كلها ويطفئ هذا الجزء المظلم.

دعنا ندخل مباشرة: أنا متأكد أنني حتى لا أحتاج أن أقول لك الأضرار لأنك تعيشها. لكن تعالَ نذهب لضبط أول مفهوم: أنت تريد الآن أن تعرف من أنا؟ لأنه قد يكون أحدهم يتعرض لهذا الفيديو يكون لسه شاب، الموضوع يظهر أمامه حديثًا، لسه سامع عنه، لسه داخل حياته، أو هو قاعد فيه ولا يفهم ما يفعله.

فاستخدام المواد الإباحية أو أي نوع من أنواع السلوكيات الإدمانية ينقسم إلى: مستخدم ومدمن. المستخدم هو شخص يتعرض للمحتوى هذا، المدمن هو شخص لا يستطيع أن يسيطر على تعرضه للمحتوى هذا. لكنني أريد أن أعرف: "يا كريم، إذا كنت أنا مستخدمًا أم مدمنًا؟" لأن أزمة الإصلاح عمومًا هي أن أي إنسان مدمن لشيء يكون عنده إنكار لعملية الإدمان. شوف في كل شيء يقول لك: "لا مش إدمان، مزاجي على فكرة. يعني لا، عادي يعني، ساعات بقعد أتفرج كده يعني، بفضول يعني، بتفرج عشان بقى عايز أريح دماغي كده، بتاع زهقان، بس أنا لا، مش مش درجة إدمان يعني".

وهنا تأتي العوامل التي وضعها أهل الاختصاص:
1.  **الاستخدام المستمر (Continuous Use):** أنك تعمل استخدامًا مستمرًا وعلى مدارات واسعة من الزمن. أنت دخلت خط الإدمان. الناس تظن أن الاستخدام المستمر يعني صباحًا وليلًا. لو الاستخدام هذا يحدث بشكل ثابت ومتكرر، إن شاء الله مرة كل شهر، مرة كل أسبوعين، لكن مستمر ومنتظم، هنا بدأنا ندخل في الإدمان.
2.  **فقدان القدرة على السيطرة:** أن يكون الإنسان يفقد القدرة على السيطرة عندما يشعر بالشهوة أو الرغبة الملحة (Craving) أو الشوق للشيء هذا. فأنت قاعد يجي في دماغك أنك تريد هذا الموضوع يصبح... بعدما تستثار لهذا الأمر أيا كان (وسنتحدث عن المثيرات قدام)، بمجرد أن تحصل استثارة عندك، يأتي فعل قهري، أقوم أتفرج بشكل قهري حتى وأنا قاعد أقول: "أنا مش عايز أتفرج، أنا الموضوع ده بيزعلي، الموضوع ده بيضايقني". حتى أنا بعد ما أخلصه وأبقى قاعد مش طايق نفسي: "أنا مش عايز أعمل كده تاني". تجي أولًا... بس ما حدش يروح... منور لك بتاع، وكان شيء ركب على دماغك ساقتك وقفَّت القشرة الأمامية الجبهية الخاصة بك عن أن تفكر بوعي وفهم لعواقب الأمور وساقتك لهذا الأمر، فهو فعل قهري.
3.  **إعطاؤه أولوية على أشياء أخرى نافعة في حياتك:** يسرق الأولويات من حياتك. يعني تبقى عارف إنك عندك امتحان بكرة هتسقط، مش قادر تذاكر. أولًا... بعض... أنا كنت بلعب كورة، فكان بعض الأولاد اللي كانوا بيلعبوا معانا اللي كانوا مدمنين على هذا الأمر، عنده مباراة والله، ودي حصلت، الولد اعترف لي يعني كان بعد المباراة قال لي: "أنا مارست العادة السرية أو العادة السيئة أو الاستمناء قبل مباراة أهلي وزمايلك ده أهم ماتش في الدوري، أهم مهم ماتش في الدوري، مدرب المنتخب قاعد وبيتفرج، والدنيا كلها قاعد بتقول مين اللي هيخش المعسكر الجاي للمنتخب". هنا أيش؟ الفعل ده يسرق الأولوية، يصل فيه الإنسان لمرحلة من الجنون: "أنا إيه؟ أيًا كان؟ أنا مش قادر استوعب أن أنا ممكن أنزل وأضيع مستقبلي دلوقتي". وهو ده اللي قلنا عليه أن الإدمان بيأثر على الـ... اللي بتعرف تعمل اللقطة دي: أن أنا دلوقتي ممكن يكون... أيش؟ بحب الأكل، وده حقيقي، تصدقوا والله مثال هو حقيقي: أنا قاعد دلوقتي أنا راجل بحب الأكل، والمفروض الأكل جاهز في البيت قبل ما أبدأ التصوير، بس هو جهز قبل ما أقعد على طول. وأنا عارف أن أنا لو كلت هبقى قاعد دلوقتي بطني مكتومة وصدري عامل وعمال مش عارف أشتغل. فقلت: "أيش؟ هاكل بعد ما أخلص تصوير". هنا كده أيش؟ دي اشتغلت بشكل صحيح، شافت أنا ممكن أعمل أيش وأثر اللي أنا أعمله ده – اللي هو العواقب السلوكية – فقلت: "لا، دي عواقب مضرة. طب أنا هغير السلوك بتاعي، هاخد قرار مختلف". مدمن الإباحية لا يستطيع أن يقوم بالعملية البسيطة اللي أنا حكيتها دي، فيبقى يضيّع نفسه بدون أي قدرة على ترتيب أولوياته.
4.  **آخر عرض من الأعراض اللي نحن نقولها:** وهو إذا امتنعت عن هذا الفعل تشعر بأعراض انسحاب، شيء من الكآبة والمزاج يكون وحش، وبعض الناس بيجي لهم صداع ويبقوا مضيقين، زي – يعني ودرسستم – زيها زي أي أعراض انسحاب من أي إدمانات أخرى.

طيب، هتقول لي: "يا كريم، ما فيش كل الحاجات دي؟" هقول لك: يكفيك اثنين لثلاثة حاجات مما قلتهم عشان تصنف في حالة إدمانية. طبعًا شدة الإدمان بعد كده هتختلف، لكنك كده دخلت جوه بوابة الإدمان.

فإننا يجب على الإنسان أن يبدأ هذه الرحلة بالصراحة مع نفسه: أنا مين؟ هتقول لي: "أنا مستخدم مش مدمن". هقول لك: "وكان مدمن؟ كان مستخدم؟" واعلم أنك لو عشت عمرك مستخدمًا لهذه المواد، فهي مواد عالية الإدمان أو سهلة الإدمان أو شدة الإدمانية الخاصة بيها عالية جدًا، فلا يستطيع أحد أن يستخدمها مجرد استخدام. فأنت عشان بس نجيبها على بلاطة كده، تقول لي: "أنا لسه مستخدم". أقول لك: "رزق ربنا أن نوقف دلوقتي قبل ما ندخل في الإدمان". لكن ما فيش حاجة اسمها "هقعد استخدم عشان عاجبني". ده من منظور طبي ومن منظور شرعي هو إصرار على الذنب. فهذا الأمر أصلاً كبير عند الله سبحانه وتعالى. ولكننا نتكلم منظور طبي: هل ينفع أختار أن أبقى مستخدم طول الوقت؟ لا، ستأتي مع التغيرات النفسية والظروف المحيطة، فستجد شدة الاستخدام تزيد والتقارب ما بين المدد... لأننا بيحصل حاجة عندنا اسمها: لما بشاهد هذه المواد في فترات طويلة بيحصل حاجة اسمها (Desensitization) إزالة الحساسية. أنت عشان تستثار بتحتاج... كده بيجي بعد فترة من الاستخدام بيحصل لك شيء من التبلد فتحتاج عشان تستثار شوية، فتحتاج بدل ما كان استخدام مرة خمس دقائق يبقى استخدام مرة ساعة، بدل ما كان استخدام مرة في الأسبوع يبقى استخدام مرتين في الأسبوع.

إلى أن الإنسان الذي لا يجاهد نفسه قد يصل به الاستخدام صباحًا ومساءً. وكان في بعض الناس بتشتكي أنه بييمارسوا العادة... طبعًا أن الاستمناء أو العادة السرية هو شيء شبه مصاحب للاستخدام ده، فـ... يعني هي عادة سلوكية مصاحبة لهذا الأمر، هما الاثنين مش نفس الحاجة، لكن الاثنين بييجوا مع بعض. فهذه الاستثارة تؤدي إلى... بعض الناس كانوا بيقولوا بيوصل لأربع وخمس مرات في اليوم. فأنت، وده أمر مؤذي جدًا، لأن بعض الناس كان أصلاً يصاب بأذى جسدي، ضرر جسدي في أعضائه التناسلية.

فإننا هنا نتكلم على وقفة صالحة وصريحة مع النفس تقول فيها: "أنا مستخدم، الحمد لله، لكن يجب أن أراجع عن هذا الاستخدام". وعلى فكرة، اللي نحن هتمشي فيه بعد كده في الإصلاح... يعني جدًا... طب أنا وقعت في هذا الإدمان؟

يجب أن تعلم شيء واحد، لأن دي مشكلة الأمور الإدمانية، أن الإنسان من عوارض التعافي من أي إدمان اللي هو الانتكاسات أو السقوط. لو الإنسان داخل الرحلة دي وما عندوش الوعي بأنه في سقوط هيحصل – ربنا يا رب يجعله ما يحصلش – لكن بالنسبة في البداية لازم يقع مرة وثانية وثالثة ورابعة وخامسة ويعمل... لو أنا ما عنديش استيعاب لهذا الصراع، أحيانًا يصاب الإنسان بحاجة اسمها (هزيمة) شيء من العجز، وهو عجز فكري أن الإنسان يظن ويعتقد أنه لا يستطيع التعافي، الأمر ده مستحيل. والحالة دي بيصل فيها الناس في حاجات تانية كتير، مش بس إدمان الإباحية، الناس بتقع فيها أحيانًا في إدمان الأكل فيقول لك: "خلاص أنا عمري ما هعرف أخس، عمري ما هضبط وزني، عمري ما هعمل مش عارف إيه". فالحالة دي معناها أيش؟ أن الإنسان يصل إلى: "أنا قاعد اهو والدنيا بتولع، لكن هعمل إيه؟ مهي كده كده خربانة، مهي كده كده بايظة".

فعشان تحارب هذا الإدمان، يجب أن تعلم: أيا كانت شدة هذا الإدمان عندك، يجب أن تعلم أن هذا الإدمان، وإن كان شديدًا، فهو ليس بأشد من قدرة الله. إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له: "كن" فيكون. كُن معافًى تكن معافًى. احذر أن تبدأ الرحلة دي وأنت مستقلٌّ ومستصعبها. الرحلة إلى الله الصمد. لكن خلاص، أنت تصمدت للذي يصمد إليه الخلق كله، أنت إلى الله سبحانه وتعالى. الدنيا دي كلها مرفوعة وقائمة به، فأنت شوية سلوك إدماني إيه؟ صعبين على ربنا؟! يعني أعوذ بالله. فأريدك أن تترك حالة اليأس وحالة "إنه مافيش فايدة". لا، أنت فيك فايدة وبِرَح الله وتوفيقه أنك تستطيع. ومش عايز أقعد أقول لك: "أنت جامد، أنت تقدر"، لأن... أيش؟ لسه هنا ابن القيم كان بيقول أيش بقى؟ كان بيقول: "فقد أجمع العارفون بالله على أن الخذلان أن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها، والتوفيق ألا يكلك الله إلى نفسك". فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلك من الموفقين ويجعلني أنا كمان معاهم، لأننا كلنا بنتشابك في معية الله سبحانه وتعالى.

طيب يا كريم، أنت دلوقتي قلت لي: "محتاج أقف مع نفسي". راجع بقى معايا، واقف مع نفسي ومابقاش منكر، وأنا مستخدم أو مدمن محتاج أخذ وقفة مع نفسي. تالي الوقفة دي بتبدأ بأنك رقم واحد: تتخلص من شعور العجز. رقم واحد تتخلص من شعور العجز، وتبدأ هذه الرحلة في التعافي بالتوكل على الله تمامًا.

أول خطوة يا كريم؟ بعض الناس بيقولوا أيش؟ ودي تدخلات ميسرة شوية، بيقول لك أيش؟ "إن كنت مستخدمًا شديد الاستخدام فبطل لك الموضوع ده إذا كنت بتتفرج كل يوم، نخليها يوم بعد يوم". لا، لا. هذا الأمر وبالرجوع للمتخصصين وأهل الدين، هذا الأمر في التعافي من بعض الإدمانات الكيميائية في المصحات أحيانًا بينزلوا الجرعة بشكل معين عشان المريض ممكن يموت من القطعة مرة واحدة. دي بس في بعض الأمور الكيميائية، من الآخر يعني. لكن في الإباحية هو أصلاً حلها الأول والأخير القطع مرة واحدة. فأنت محتاج أنك تأخذ أول خطوة هي أيش؟ أن تنقطع. ما فيش "أنا هقلل" ولا "هظبط" ولا "هدير" ولا "هقطع". فـ "هتقطع" يعني مش هتتفرج أبدًا على أي مادة إباحية. وده يودينا لعنصر في منتهى الأهمية يخفى على كثير من الناس، وأنا أظن والله أعلم ده من أكبر أسباب عجز الناس عن الإقلاع.

**ما هو تعريف المادة الإباحية؟**
بعض الناس يظن أنه يدخل على جوجل أو سفاري ويروح كاتب موقع إباحي ويشاهد فيلم إباحي، هذا هو المحتوى الإباحي. للأسف لا، نحن للأسف في عالم الإباحية أصبحنا من تكوينه الأساسي. حط نقطة كده وفكر معايا: نحن نحيا في عالم إباحي جزء من تكوينه الأساسي. فهناك ما يسمى بـ "الإباحية الناعمة (Soft Porn)". وما هي الإباحية الناعمة؟ هي عاملة بالظبط زي: أنت النهاردة عايز تتفرج على إباحية بس... يعني دخلك على الموقع كده وبتاع، تقيله على نفسيتك فتعمل إيه؟ ماله؟ إنستغرام عليه شوية موديلز كده لابسين قصير، الفنانه الفلانيه "أنا بحب الفن بتاعها جدًا، هي ممثلة قديرة" فهتبقى وهي... يعني معروفة إن هي بحبوحة شوية في اللبس. فهنا الإباحية هي نظرتك للمادة، مش المادة نفسها. ركز على الحته دي الله يكرمك: الإباحية هي نظرتك للمادة، مش المادة نفسها. هتقول لي: "طيب يعني كده ممكن أتفرج على الكيني من غير ما يبقى إباحية؟" لا، هو كده كده لو المادة فيها قلة أدب هي بقت إباحية. بس أنا بتكلم على: هل يمكن لشخص إنه يشوف صورة محتشمة محتشمة ويخرج منها أفكار إباحية؟ أيوه.

لذلك أهل العلم والدين بيقولوا للبنات: "يا بنات، بلاش تطلقوا صوركم كده". مش بنقول لكم بقى عشان انتوا ذنب، لا، الإسلام مفهومه مفهوم تكافلي. الله سبحانه وتعالى يأمر الرجال بغض البصر، واللي ما يغض بصره عنده نار وجهنم، عادي مفتوحة للي ما يغض بصر، ده ذنبه كبير وربنا يحاسبه. لكن الناحية الثانية يأمر أيش؟ النساء بالعفة. ليه؟ لأننا مجتمع واحد. هو أنت لو ما شاركتي في البيئة الداعمة لأن يصلح الشباب، ما دول اللي هيجي لك منهم عريس؟ ودول اللي هيجي لأولادك منهم عريس؟ ودول هيبقوا زمايلهم في الجامعة؟ و... لما تكوني أنت جزء من المنظومة دي فبتشاركي في إن المنظومة تكون كلها فاضلة، فأنت أول المستفيدين إنك ما تعيشيش وسط ذئاب.

لأن خذوا بالكم: مستخدم المواد الإباحية احنا قلنا إيه؟ ده بيعطِّل، فأحيانًا يصبح فعلاً يعني – أعزكم الله – كالحيوان لا يفرق بين لحم الممثلات العاريات وبين لحم أمه وأخته. مش بقول لك بقى في الشارع. لذلك احنا عندنا في دورة على موقعنا وهي من أحد الدورات المخفضة لحماية الأولاد – لو انت بقى أب أو أم – من خطر إباحي، كنا بنناقش فيه هذه المسألة: لو أنا في بيتي مدمن، لو أنا في بيتي مستخدم، هيرحمه وهتضيع ازاي؟ ده موجود. بس مهم جدًا أن أنا أبقى فاهم أن العين دي أصبحت الحدود الخاصة بيها خرجت برا العفة والنبل، خلاص. فإني محتاج أن أنا أكون حذر في سياق الظهور بتاعي. الأمر ده ليه تفصيل طويل، وده مش مكانه. عشان بعض الناس تقول: "هتخنقونا كمان في البيت؟" اسمع بنقول إيه في المعايير اللي هناك وبعد كده ابقى تناقش معانا.

بس أنا بوضحلك ده ليه؟ عشان سواء أنت أو أنت تبقوا فاهمين إنه أنا محتاج أن أنا – لو أنا بنت – أبقى عارفة مسؤوليتي؛ لأن اللي في الشارع ده أخو حد من صاحباتي، زي ما يبقى أخويا بقى في صاحباتي، زي ما أنت جزء وهو جزء والفيديو كله عليه. إحنا بس هتيجي بـ... دايما أيش بقى عندنا حساس كده؟ "لا قوللهم لا، اعمل لهم"، والله العظيم دول الناس اللي أفسدوا. لكن على الإنسان الرزين الحكيم أن يعي أن فائدة هذه الأمة من هذا الداء هو في مصلحته أيا كان هو مين: راجل أو ست.

فإننا النهاردة عندنا إيه؟ تعريف المادة الإباحية مش الأفلام اللي على المواقع الإباحية، ولكن كل محتوى فيه شيء من التعري، وكل محتوى يثير غرائزك. وأنت اضرب نفسك: لو المودل المحجبة الفضفاضة الواسعة ذات العيون الملونة بتحرك شهوتك، انت المفروض تغض بصر. خلاص. هو كده يعني. أهل العلمين بيقولوا: "أنت تغض بصر في كل الحالات". بس أنا بكلمك انت كمستخدم بتقول لي: "أنا هل دي ممكن تبقى مادة؟" أه، ليه بقى؟ لأن الحميمية بشكل عام هي أمر مبني على الفانتازيا على التخيل، فأنت ممكن مخك ما يبقاش محتاج لـ... كتير عشان يدخل في حالة التخيل دي. يا باشا، أنا عايز الـ Features الأساسية. أنا عيني شافت 6000 واحدة عريانة، فعادي أعرف أتخيل أنا وأعمل كل الحاجات دي في دماغي. وأحيانًا بـ... أنا مش هعمل كده، هو أصلاً الكيمياء اللي في دماغك، بمجرد ما أنت نظرت تحركت بهذا السياق. فأنت عينيك ما بقتش بريئة، وده أدعى لأن تكون من أهل غض البصر.

وعشان بس نبقى على اتفاق: سر شفاء هذا الداء هو غض البصر. لأننا هنبدأ في المثيرات بعد كده. احنا قلنا إيه؟ واحد: وقف. بس كنا بنفصل في إيه؟ وقف إيه؟ مش وقف المواقع الإباحية، وقف الإباحية من حياتك. وده هيدخل فيه – على فكرة – قرار صعب جدًا.

خلينا نخرج: مش هقول لك بعيد عن الحلال والحرام زي الناس، ربنا يهدينا ويهديهم، لكن اعترافًا بالحلال والحرام ولكن مخاطبة للواقع: معظم الشباب النهاردة بيتفرج على مسلسلات، بيتفرج على أفلام، حلو. فأنا بخاطب هذا الواقع إلى جانب إنه حرام، بس بخاطب هذا الواقع: قد تحتاج أن تمتنع عن مشاهدة المسلسلات والأفلام العادية اللي أنت بتشوفها. ليه بقى؟ لأنه مفيش مسلسل أو فيلم بيتنتج بالسياق الإسلامي يعني. ما كلها قصير وجمال وحلاوة وشياكة. مش بتكلمك حتى عن البطل والبطل... خلاص، أنت كمان شخص، عينك وجعاك ومشتاق وعندك رغبة ملحة (Craving) لإنك موقف، فهتبقى أبسط الأشياء بقى دلوقتي أيش؟ تستثيرك لبداية الرحلة.

خذ بالك عشان بس ما حدش يقول لي: "انت كلامك تناقض". إحنا بنقول: اللي بيتفرج على المواد الإباحية بعد فترة بيجيله... يعني بيبقى محتاج يعلي قوي الجرعة بتاعة الحاجات اللي بيستخدمها. بس ده ليه؟ عشان يصل للنشوة. لكن هو أبسط شيء يثيره. فخلينا عشان يبقى مثال واضح: اكأنه خط له بداية ونهاية. الإثارة دي، لفت النظر، لفت الانتباه، الأورجازم أو الوصول للنشوة ده آخر بتاع الطريق. مدمن الإباحية عنده إيه؟ عنده حساسية مفرطة (Oversensitivity). هنا أي لمسة، محتوى كده يحركه، بس عشان يصل من هنا لهنا عنده إزالة حساسية (Desensitization). فهو في عذاب تام، عذاب: أنا أي حاجة تثيرني بس مش أي حاجة تشبعني. فتصبح الرغبة سهلة والوجبات كبيرة، فيظل الإنسان في هذا إلى أيش؟ إلى أن يضيع عمره وصحته في الإباحية.

فأنت محتاج تعمل إيه يا أستاذ؟ غض البصر. ويا أستاذة؟ غض البصر. ولو إنه عشان برضه أيش؟ إحنا الاتنين رجال ونساء مأمورين بغض البصر، لكن الرجال أسهل في الاستثارة من النساء في موضوع البصر ده، لذلك ممكن يكون الخطاب فيه أكتر. بس أنت البنات كل مجموعة واحد رقيب على نفسه، وكل واحد اضرب بيها فنخ... إيه؟

هنخش دلوقتي على الامتناع وحددنا المحتوى الإباحي، يبقى حضرتك هتعمل إيه دلوقتي؟ معلش، أنا أسف إن كان الوسيلة اللي بتشاهد بيها الأفلام والمسلسلات وقف، ولي الكلام ده. تقول لي: "كريم وعيش؟" أقول لك بقى: "نوجد هوايات، نوجد أنشطة، نعمل أي حاجة". بس عايز تخلِّص ولا مش عايز تخلِّص؟ عايز تخلِّص يبقى توقف المثيرات. فأنت هنقفل حنفية من هنا ونشغل المثيرات من هنا؟ هتنتهي؟ فلازم تقفل على الكلام ده.

وأنصحك بحذف بعض التطبيقات زي إنستغرام وتيك توك. طبعًا كل تطبيقات السوشيال ميديا عليها إباحية، ولكن من الأشياء الخطرة جدًا هي حتى في اليوتيوب (Shorts). امتنع عن هذه الأشياء. ليه بقى؟ لأن هي تظهر لك حاجات بشكل مفاجئ، وهدفه إن هو يفتح لك اهتمامات جديدة. فدايما حتى لو انت يعني – أنا قلت في الفيديو قبل كده قلت: "درب الألجورزم صح" – بس حتى لو انت دربت الألجورزم، هو من وقت للتاني بيحتاج يعمل إيه؟ يجرب معاك حاجات جديدة. فهتلاقي نفسك عينك بتيجرح. وما تحطش نفسك في الاختبار إنك تظهر لك الحاجة وتقول: "هقلب ولا مش هقلب؟" متصعبش على نفسك. ما تروحش الشط اللي كله ناس معروف إنهم هنا ما بيلبسوش قوي وتروح تقعد وسطهم وتقول: "بس اتق الله". تصعبها على نفسك. تصعب على نفسك، ما حدش يملك نفسه.

فأنت امنع المثيرات. المثيرات دي اللي هي تتقال عليها "الإباحية الناعمة": حسابات سوشيال ميديا، محتوى تلفزيوني. بعد كده هنخش على أيش بقى؟ لو عندك علاقات مختلطة مع بعض البنات اللي هم أخلاقهم أو... أنت مع الولاد اللي هم أخلاقهم مش أحسن حاجة، للأسف في ظل الانفتاح اللي إحنا فيه دلوقتي أصبح في شيء من الميوعة كده ممكن يستثير الشخص.

فإحنا خذوا بالكم: مشاكلنا اللي إحنا عاملين نحلها دي كلها لو التزمنا بالحدود الشرعية خلاص، الأمور كلها اتحلت. ها؟ بس إحنا الناس هنعمل إيه؟ إحنا قلنا إيه؟ احترامًا للحلال والحرام ولكن مخاطبة للواقع: إنك محتاج إن أنت تراجع: لو أنا في زميلة ولا بتاع نتعامل في شغل ولا كده، بس هي تدلع شوية بتتميع شوية، أسلوبها في الكلام أنا أنا أنا يا سيدي، هي زي الفل. أنا اللي قلبي فيه مرض وبقى يستثار منها. أقلل الاحتكاك بيها. ما تروحش جنب الحتة السخنة وتحط إيدك وتقول: "مش هتلزق". طب.

أنا كده وقفت قرار إن أنا أمتنع عن المحتوى. اثنين: وقفت الاستخدامات اللي فيها محتوى إباحي ناعم (Soft Porn). ثلاثة: صعِّب على نفسك الطريق. صعِّب على نفسك الطريق يعني إيه؟ إن استطعت أن تكون بلا هاتف ذكي، اعملها. ولو حتمًا على أقل شهر، ابعد عن الهاتف الذكي، استخدم اللاب توب، استخدم الأجهزة اللي... يعني الحاجات اللي هي... مش مشكلة الموبايل في إيه يا جماعة؟ الموبايل مصيبته في إنه أنا لو حاطط (Screen Private) وقاعد على الكنبة جنب أبويا، ممكن أتفرج على محتوى إباحي. فده بيساعدك إنك تبقى قادر تدخل أو يبقى عندك وصول (Access) على المحتوى. فهي أصلاً من آليات التعافي الصحيحة هي إيه؟ إنك توقف وتقفل على نفسك المدخلات دي، إنك ما تقدرش يبقى عندك وصول على المحتوى ده، ما تقدرش تدخل على المحتوى ده.

فبنعمل ده ازاي؟ واحد: لو عرفت تستغني عن الهاتف الذكي ولو في البداية الـ... بس عشان مخك يرجع لمكانه، لو انت كمان حد الإدمان شدة الإدمان عنده عالية. اثنين: إنك تسطِّب البرامج المانعة للمحتوى الإباحي. ويا سلام لو استطعت، لو استطعت... أنا عارف إن هذا الأمر فيه شيء من الخجل، والإنسان أحيانًا يكون صعب عليه إنه يشارك حد إنه بيمر بده. ولكن إحنا عشان كده أصلا بدأنا بالدورة بتاعة الآباء والأمهات عشان نمهد الطريق للأولاد إن يا أولاد محتاجين الأهل يبقوا قادرين يستوعبوا هذا الأمر لو جالهم ولادهم فيه. مش محتاج يا إما أخ يا إما صديق يا إما أب. طبعًا هذه الأمور لا تتحدث فيها مع أحد، خصوصًا البنات يا جماعة. احذر، مثلاً عشان كريم بيقدم فيديو زي ده تخشيلي على الإنستغرام تقولي: "أصل أنا بمر بالمشكلة دي، كلمني". احذر، احذر، احذر. ممكن أكون أنا قاعد هنا بداعي الفضيلة وتجيلي على جنب يستغلك أو يؤذيك أو بتاع. فالكلام ده مع حد أثق فيه مقرب جدًا ليا يساعدني إن هو يعمل الحاجات دي بالباسورد أيش؟ أنا ما أعرفوش. إن أنا أبقى عارف إن مثلاً هو يبقى فاهم إن من الآليات إن أيش؟ إن أنا يعني ما أقعدش في عزلة، ما أقعدش لوحدي، ما أديش نفسي فرصة كتير إن أنا أقعد لوحدي؛ لأن أيش؟ قعدتك لوحدك دي تجلب الشيطان، والشيطان لو قعد لوحدك هو أشد عليك من لو انتوا اتنين، أشد عليك من لو أنتم تلاتة.

فلو انت بدأت حسيت إن الرغبة (Urge) هي بتيجي كده، انت بتبقى قاعد وتلاقي نفسك إيه؟ كسيف، بيـ (Craving)، بيجي قبليه إيه؟ (Compulsive thoughts) أفكار قهرية عم بتقول: "عايزين نتفرج، عايزين نتفرج، عايزين نتفرج، عايزين نتفرج، عايزين نتفرج"، وصوت عمال يعلِّي. حسيت إن انت هتضعف، المفروض تعمل إيه؟ يبقى عندك حاجة آمنة بتجري عليها. ممكن الأمان ده تكون ركعتين وتتوضَّى؛ لأن أحيانًا كتير الشيطان يعني هو من نار، ودي آية بنستخدمها في الغضب: إن تطفئ النار الماء. فإذا اشتد عليك صوت الشيطان، توضَّى. ده كده منظور روحاني. ومن منظور علمي مادي: الميه الباردة دي بتخش تعيد جهازك العصبي، تعمله زي Restart أو Fresh كده. فممكن تهديك شوية، قادر تتوضى. قادر تروح تخرج بـ... يعني: أنا قاعد في أوضتي دلوقتي ما أنا عادي، فيتنًا، قاعد بذاكر. خد كتابك واطلع، اقعد معاهم في الصالة. خد كتابك وانزل، اتمشى في الشارع.

تقول لي: "طب وأنت جايه هتقلِّل؟" أقول لك: انت جايه تقل الساعة ديت لحد ما الرغبة ودي حتة مهمة قوي إنك تبقى فاهم: إن الرغبة دي بتيجي وتروح. يف... عارفين حد راح البحر قبل كده؟ فالمية بتيجي عالية، تيجي عالية قوي كده، فالناس بتعمل إيه في البيتاعة دي؟ يا إما بتنط معاها كده، يا إما بيروح نازل تحت، هي تعديه وبعد كده يطلع تاني. تعامل مع الأفكار: بتيجي مرة حدة دي بتاعة البحر. هتروح، لو انت ما مشيتش معاها. فلما تلاقي عم تطلع، علل إيه؟ اخرج، اتمشى، اعمل... وتبقى عارف إن هي وحده هتعمل؟ هتهدِّي تاني كده. هتجيلك تاني وتهرب منها تاني، تفضل تلعبها كده لحد ما هتلاقي الـ Waves دي عمالة الـ Waves بدل ما كانوا بيجوا كده ورا بعض، بقت تيجي واحدة مدة واحدة وتبتدى توسع ما بينه وبين بعض لحد ما يعافيك الله سبحانه وتعالى.

فإحنا عندنا إيه؟
1.  إنك تنقطع، تمتنع عن كل المواد الإباحية الناعمة وغير الناعمة.
2.  إن أنت تدي لنفسك مساحة إنك تصعِّب على نفسك الدخول على هذه المواد.
3.  وإنك تجعل لنفسك مكان آمن أو سلوك آمن أو شخص آمن، لما تحس إن الـ Wave هتغلب تجري عليه وتهرب، سواء وضوء أو شخص أو حركة أو تتحرك في مكان فيه ناس وتعمل... وهكذا.
4.  بعد كده إن تدرس نفسك، إنك تشوف مواطن الفشل بتاعتك جت فين.

إحنا اتفقنا إن أي إدمان قد يحدث فيه شيء من... يحدث فيه شيء من أيش؟ يحدث فيه شيء من الـ... بيتقال عليه "الانتكاسة" أو "الريلاپس" صح؟ قلنا "ريلاپس". ده جزء من الطبيعة بتاعة التعافي. طب أنا حصل لي ريلاپس عندي سكتين: واحد: جلد الذات. جلد الذات: بص بقى، اقعد وانت مين؟ هيقبلك بعد كل اللي انت عملته؟ وانت ربنا ما بيحبكش؟ وانت... وانت... وانت... عندك خيارين: إما أن تتحمل إنك أذنبت وتكون إنسان مسؤول وتعود إلى الله سبحانه وتعالى، وتدرس هذا الخطأ: شوف أنا المرة دي أنا عملت كل حاجة، إيه اللي وقعني؟ قعدت اتفرجت على حلقة مسلسل ولا قعدت شفت مش عارفه إيه ولا... ولا مين حصل إيه، ولا فكرت في الموضوع وقعدت لوحدي فترة طويلة. أقعش ده، المرة الجاية مش هسمح إن ده يحصل تاني، أنا ده عندي نقطة ضعف، فمش هكرره خلاص، هبقى عارف إن ده. لأن هي دايما الـ Trigger اللي بيوقع دي إيه؟ بتبقى خادعة. انت تحس إن أكيد دي مش اللي هتخليني أرجع تاني، بس بعد ما بتخش فيها تلاقي نفسك الطريق اللي وداك هنا هو اللي نداك هناك. فخلاص تبقى عارف إن الطريق ده بيودي هناك، أنا مش هروحه تاني.

فيا إما تعمل كده وتتحمل مسؤولية، يا إما تعيش بالذنب والخزي بأنك أسأت الظن بالله. ما هو من يظن أن التواب الرحيم الذي ستره في هذا الذنب لن يغفر له ولن يتوب عليه إذا تاب؟! فقد أساء الظن بالله وأساء الأدب مع الله. فدايما قبل ما تجلد ذاتك، قول لنفسك الكلمة دي يعني: أنا ضعفت وشهواتي غلبتني وأخطأت في حق نفسي وأذنبت في شيء يغضب الله. كمان هشيل أدب مع الله. الاثنين ده إيه؟ الجحد ده. فاعلم إن الأدب، الأدب مع الله هو التوبة، مهما تكرر الذنب. والله العظيم هي أجمل علاقة يمكن للإنسان أن يعيشها؛ لأنك تعبد الرحمن الرحيم الودود. ما تفكرش فيها زي البشر، الله سبحانه وتعالى أعظم وأكبر من استيعابك انت. دايما بيقول للناس إيه؟ "بغي". مش واحد بيتفرج على إباحية بغي. ده هي شغالة إنها بتبيع جسمها، دخلت الجنة في كلب ساقها. يغفر ولا يبالي، إذا كان انت قلبك سليم، إذا كان توكلت حسن التوكل، إذا كان قلبك صادق إن يا رب والله سقطت في هذا الذنب، مش استقلال مني بعظمتك، ده جهل مني أنا، ده ضعف مني أنا، ولكن أنا أعلم إنك الكبير العظيم مالك الملك. لا يحق لعبد زيي كده إنه يغلط غلطة زي دي وانت تنظر إلي يا رب. أنا مش عايز أعمل كده تاني، قدِّرني إن أنا ما أعملش كده تاني، وأنا متعلق بيك يا رب لحد ما توبني من الموضوع ده. لازم كده.

فإذا حدثت الانتكاسة أو سقطت في الانتكاسة، لازم تقف الوقفة دي. احذر جلد الذات والشيطان يزحلقك الزحلقة دي؛ لأن الزحلقة دي هتخليك إيه؟ تقول لك: "أسبوعين، لاء أربعة، عمال بترجع تاني". في شدة الإدمان؛ لأن السقوط بتاع الـ Relapse ده ما بيرجعش صفر، بيعكس صفر، هو بيرجع شدة الحالة الإدمانية، ولكن ما بيعكسش صفر. فانت كل توبة بتبنيها ورا توبة، هي أفضل من أول توبة. وقد تتوب التوبة النهائية بعد عشرات السنين، ولكنك عند الله تواب، وإن الله يحب التوابين. وهنا مش بقول إن انت تبقى قاعد قصد، لأن أصلاً من تمام شروط التوبة إنك إيه؟ تصدق النية إنك مش تعمل كده تاني – الإقلاع – لكن أقصد لو كانت دي النتيجة بضعفك، فانت على الطريق. فموت على الطريق يا أخي، خليك على الطريق، مهما طال العمر. قد يكون هذا الذنب – الله سبحانه وتعالى يريدك – يريدك أن تكون عليه فترة طويلة، وتوبتك فيه تاخد وقت، عشان تقدر هذه النعمة وعشان تاخد رحلة تتعلم فيها التقرب إليه وتتعرف عليه. قد يكون هذا الذنب هو سبب قربك من الله في يوم من الأيام.

فنعمل إيه؟ نوقف. معلش، أنا بعيد ده، الركاب بتاع المحاضرة ضرار، هوقف كل حاجة مرة واحدة:
1.  أمتنع عن أي محتوى ناعم أو غير ناعم.
2.  أمنع نفسي من الوصول (Access) على المحتوى.
3.  أوجد شخص آمن أو مكان آمن أو سلوك آمن.
4.  ستة: إذا... خمسة: إذا سقطت، إذا سقطت أعود إلى الله وأتجنب جلد الذات.

طيب بعد كده، بعد كده محتاج تقف مع نفسك وقفة تسأل نفسك: إحنا إيه اللي جابنا هنا أصلاً؟! ما المدمن ده يا جماعة مش إنسان وحش، ولكن في أغلب الأحيان إنسان يمر بأزمات نفسية في تكوينه النفسي أو في حالته النفسية. يعني إيه؟ يا إما أنا إنسان عندي انخفاض شديد في تقديري لذاتي، فحاسس وماحدش بيحبني وماحدش بيقبلني وما باخدش القبول ده، ودائمًا مهزوز ودائمًا حاسس إن الناس بتحبني على شرط. أو عندي مشاكل في الانتماء والوجود وتقدير النفس، حبي ليها واحترامي ليها. وبالتالي هذا الفعل هو المكان الوحيد اللي بشعر فيه بالمتعة والنشوة؛ لأن الهرمون اللي بيتفرز في الأمر ده قنابل دوبامين وكذا... طخ طخ طخ طخ، والـ... مدات جنسية دي. الله سبحانه وتعالى خلق الحميمية اللي في الزواج دي من أعلى درجات المتعة اللي الإنسان ممكن أن يختبرها. فانت دي أصلاً بيحصل فيها في الإدمان ده متعة أعلى من الحميمية لـ... أسباب بقى يعني مش عايزين نخوض فيها تبقى ما تخصكش دلوقتي. في حاجة بس اللي تخصك منها: إن انت لو اعتدت هذا الأمر مش هتستمتع بالجواز الحقيقي. عشان بعض الشباب بيقول لك: "أنا هدمن لحد ما أتجوز" أو "هستخدم لحد ما أتجوز". فإحنا بنقول لك: إن انت بتدمر متعتك بالزواج قبل إن تتزوج. عشان بس أيش؟ الهاجس ده بيجي لبعض الناس اللي هو أيش؟ طب، وللأسف إحصائيات بتقول إن في كتير جدًا من مستخدمي هذه الإباحية متزوجين، وبيجي شكوى كتير جدًا من ستات إن هي شافت جوزها مش عارفة تعمل إيه. وللأسف لما عملنا السيرڤي في بنات شافوا أبوهم بيعمل ده، وأولاد شافوا أبوهم بيعمل ده. فعايز بس تحط نفسك: هتقف تعلِّم ولادك إزاي الصلاة وهو بينه وبين نفسه بيقول: "ما ده طفل بقى؟ ده طفل، إحنا الكبار فاهمين". إنه قد تكون صاحب ذنب؛ لأنك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وده وده شغلك ودورك، وتبقى صادق مش منافق طول ما انت بتجاهد نفسك. لكن الطفل هيفهمها إزاي؟ دي بابا بيقول لي: "قول لماما حضراتك" وهو قاعد بيتفرج على أفلام إباحية في الأوضة. فيجب أن تحفظ نفسك وتجتهد على أن لا تضع نفسك في هذا الموقف.

طيب يا آباء، يا أصدقائي، يا شبابنا، يا أخواتنا، يا أهلنا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلحنا جميعًا. والله أنا مش عايز أقول لكم: أنا أنا... والله قلبي موجوع، ربنا يعلم، والله قلبي الموجوع؛ لأني لما بتخيل المعاناة – المعاناة اللي النبي صلى الله عليه وسلم بيعيشها بسبب هذا الأمر – والله العظيم ما في إنسان في قلبه ذرة رحمة إلا وقلبه ينكسر. لهذا إنك تعلم أن بهذا الفعل البيوت لا تكون آمنة، فالاخ لا يؤتمن على أخته. وهنا مش بنقول لو في بيتنا في ولد بيمارس ده مثلاً إن هو يتعدى على أخته، برضه دي يعني درجة من الجنون يعني. ثم بعينيك إنك تشوف... يعني أنا أسف والله على الحقائق، بس هذا الأمر يحدث، من خلفه زنا المحارم. انت متخيل إن يقع الإنسان على عرضه بسبب هذا الشيء؟ يعني أنا والله العظيم قلبي بينفطر، ونسأل الله سبحانه وتعالى الستر والرحمة والعافية لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

فيا صديقي، معلش عشان أنا قلت يا آباء بس فيعني... أكسفت؟ تفتكروني عملت لنفسي كبير؟ بس والله ده قلب الأب يعني. أنا أنا أخاطبكم حتى لو أنتم من سني ولا أصحابي ولا... ولا صغيرين، بس ده قلب الأب. ج... بعد ما الواحد ما كبر وبقى عنده أولاد.

طيب، عندنا إيه تاني بقى؟ "إصلاحك لنفسك". يا حبيبي، انت دلوقتي قاعد، كريم عمال يقول لك: "ما فيش أفلام، ما فيش مسلسلات، ما فيش إنستغرام". ده ما فيش حياة؟ أقول لك: "والله العظيم، ما هو ما وداكش للمواضيع دي إن ما فيش حياة؟!" إنك لا يشغلك أمر كبير ولا تبني نفسك بناءً صحيحًا. قوم فوق. فوق. كل يوم، كل يوم، العمر ده الوقت ده عمال ينحت فيك لحد ما هتيجي يوم: "خلاص، خلصك نحتك، كلك". كل يوم بينحت منك حتة.

محتاج، محتاج تعرف إنك ستقف أمام الله سبحانه وتعالى وتسأل في هذا الشباب وفي هذا العمر وعن هذا الجسد. العين دي – العين دي اللي ربنا إداها لك عشان تقرأ الكتب وتنظر في كتابه، وإنك تستمتع بها بالحلال – دمرت بيها نفسك. ينفع؟ فانت محتاج تقف مع نفسك. تشوف لا، والله أنا راجل، عندي ظروفي التربوية ولا طبيعة شخصيتي خلتني... راجل عندي انخفاض في تقدير ذاتي. اقرأ عن هذا الأمر. انخفاض تقدير الذات. اقرأ عن هذا الأمر. لازم تتعلم عن إزاي تصلح من مفهومك لذاتك وشخصيتك.

بستحي جدًا إن أنا أقول عن حاجة أنا ببيعها بفلوس. بس بس... إحنا عندنا ده بنعمله حاجة اسمها دورة اسمها "لتطمئن نفسي" – المفروض أنا بصور فيديو ده تكون عندنا الأسبوع الجاي آخر محاضرتين فيها – لو شفتها تاني وانت تستطيع الحضور فيها من فضلك تعالى، أو احضر لأي حد تاني عارفين مين مقدم ده مجانًا. والله العظيم، أقسم بالله، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني الصدق، والله العظيم ولا يهمني فلوس. مين بيقدم ده ببلاش؟ حلو. على اليوتيوب: الشيخ ياسر الحزيمي عنده دورة عن تقدير الذات اسمها "الشخصية القوية". تقريبًا اتفرج على دي ببلاش. عايز تبقى تسمع من كريم بقى؟ دي تبقى رفاهية. بس ما تخليش العائق. روح اتفرج على الشيخ ياسر ربنا يكرمه، راجل زي الفل. فتعلم عن ضبط تقديرك لذاتك.

واشتغل على تطوير مهاراتك. من أهم المقويات والمحسنات لتقدير الذات وشعور الإنسان بالكفاءة. وجودك في الأماكن دي للمحتوى ده جاي منين؟ جاي من عجز. ما انت إيه اللي عاطلك بالساعات بتتفرج على المحتوى ده؟ لو انت فاتح مشروع ولا بتشتغل في مهارة ولا بتعمل... والحياة سخنة وعندك عملاء وعندك حاجات وعندك مشاريع وعندك كورسات وعندك... في وسط النية دي كلها هتفضل الكلام ده أمتى؟! وحتى لو وقعت له ولا دماغك جابته، هجيبه في حتة وانت الوقت اللي هيجيلك فيه هيجيلك في وقت قليل وانت مرهق ومشغول وحاسس هتحس إنك بسهولة قادر تدفعه. لكن الفراغ صعب إنك تدفع، ليه؟ أنا فاضي. الفكرة بدل ما بتيجي تعمل على دماغي فاكرين الرغبة اللي كنت بقول عليها اللي بتطلع دي، الرغبة دي بدل ما بتجي لي مرة، بتجي لي 10,000 بس. الإنسان المشغول وعنده تطلعات ده هو مش فاضي يهرش.

أنت في ظل تخلصك من إدمان الإباحية، قد تتخلص من إدمان المحمول نفسه. آخي، عندك... اتكلمنا في الفيديو اللي فات إنك معرفة الله، اقعد احضر محاضرات اعرف فيها عن أسماء الله، اقرأ كتب، شوف مهاراتك: أنا نفسي تبقى إيه في في الحياة؟ اشتغل، اتعلَّم، اقرأ كورسات، شوف انزل اتمرن، اتحرك، ابني جسمك. ودي من أهم الحاجات اللي بتحسن التعافي؛ لأنه لما الإنسان بيوقف هذه المواد بيحصل له – زي ما قلنا – أعراض انسحاب، بيحصل فيه انخفاضات في بعض الهرمونات. التدريب بيطلع هرمونات الدوبامين وبيطلع الـ Endorphins اللي هي المسكنات، بيحسن جدًا من حالتك النفسية. فأصلاً إحنا بنصف التدريبات دي للناس اللي بيمروا بتعافي من Break up، من حالة انفصال. الناس اللي بيتعامل... في حد ذاته شيء هام جدًا في سلسلة التعافي.

ولذلك تخلص من الشره في الطعام. كثرة الطعام بتودي للحاجات دي؛ لأن هي أصلاً من فتح باب المفاسد الشيطانية. هتلاحظ كده إن انت دايما إيه؟ نفسك تضعف، نفسك الطيبة تضعف بعد إيه؟ بعد ما تاكل وبطنك تمتلئ تبقى قَدِّ كده. ده مش كلام، ده كلام ابن القيم: "إذا بالغت في إشباع الوعاء ده أيش اللي بيحصل؟ الروح تقع". لذلك النبي صلى الله عليه وسلم – والله العظيم حكيم الأمة طبيب الأمة صلى الله عليه وسلم – قال إيه؟ "من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. الصيام، لما بتقلل كم الطعام اللي انت بتاكله خصوصًا كمان لو بتاكل أكل صحي، بتقلل من ارتفاع الشهوة ده؛ لأن الروح صحيحة. وإحنا عندنا إيه؟ جسد وروح. لو بالغت في إشباع الجسد، يغلب على الروح. ولو بالغت في إشباع الروح، تزِن الجسد. تلاقي إيه؟ جسمك ده مش... مش هو اللي سايقك، روحك اللي سايقاك. ولو روحك اللي ساقتك هتسوق للصحة. "حسب ابن آدم لقيمات يقمن به صلبه" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. أنا معلش أنا دماغي بتستحق أحاديث وآيات كتير قويان مش حافظهم كلهم، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمني ويحفظني. بس بحس إن استشهادات مهمة جدًا إنك تبقى عارف إن ده مش كلام كريم. هو أنا بحضر، باستشهد الحديث ليه؟ عشان أنا ماليش لازمة والله، أنا غلبان. بس تعرف قيمة الجملة دي أنا أقولها – أنا يعني أنقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم – فانت لا... ليها وزن وليها ثقل، وده وحي. فاسمع بقلب، واسمع باستعداد للتنفيذ.

فاشتغل على تحسين بنائك النفسي. وقلنا ممكن تتفرج على "تقدير الذات" للشيخ ياسر، أو تتعلمها معايا لو انت حابب تبقى تسمع مني يعني بشكل شخصي.

طيب، إيه بعد كده؟ قلنا إيه؟ اضبط الرياضة. ولذلك اضبط المبالغة في الأكل. تقول لي: "طب أنا عندي مشكلة نحافة وعايز أزود أكلي". هتاكل... دكتور صِفْ لك أكل صحي. على فكرة يساعدك إنك تزيد، ده مع التدريب مش... ما حدش قال: "اقعد كل شوكولاتة وجبنة سايحة حط مش عارف إيه وأطلب ديلفرى في نص الليل". واعمل... على فكرة دي حاجات أنا يعني... موضوع الأكل ده بالذات تقريبًا يعني هو من آفات العصر، كلنا بنحاول نجاهد نفسنا فيه، وأنا نفسي بجاهد نفسي فيه. بس مهم إن إحنا يعني نقول الحق حتى لو أنا دي معركة أنا برضه لازلت ما عرفتش أكسبها يعني، أوقات أضبط أكلي قوي، أوقات الاقي نفسي منغمس قوي مع... وهكذا.

طيب اللي بعد كده: تطوير النفس. إحنا لو هتلاحظوا كده إحنا مشينا في السياق إنه الإقلاع، الأثر بتاع الحاجة دي، الإقلاع بيحصل إزاي؟ بعد الإقلاع إزاي تبني نفسك بقى؟ إحنا بنوقف، لازم عشان هنخرج حاجة، لازم نبني مكان الحاجة دي. وإحنا بنبني، قلنا: هنبني شخصيتنا، تقديرنا لذاتنا، هنبني جسمنا، هقلل إشباع الجسد على الروح. وهنا كمان لو عايز تشبع الروح بقى، اشبعها وحي: الزم القرآن وأهل القرآن. تعلم، اسمع كلام ربنا كتير، خلي... خلي ده كله وحي. والله هو طارد للشياطين.

الإنسان – معلش قبل ما أروح للنقطة اللي بعدها بتاع المشاعر – الإنسان عشان يقوى على نفسه محتاج إيه؟ هذا الأمر عشان كده كنت بقول وأنا بتفرج على الحلقات بتاعة المتخصصين – ربنا يبارك فيهم يا رب ويزيدهم، ناس عظماء – ولكن اللي بيغيب – يعني وأنا بتفرج كده بحس – إن ليه ما بيقولوا الحتة دي؟ مهم قوي إنك تعرف إنه أكتر شيء يقدر يمنعك من ده هو إنك... بيجي كده الحدث ده وهو وهو بياخدك جواه، القرش دي بتطلع، دماغك بتقول لك: "عايز أتفرج" أو "عايز أعمل". إن مخك يقدر يقول: "ربنا شايفني دلوقتي، هوقف". على فكرة ممكن أي حد يفتكر إن ربنا شايفه، بس اللي يعرف ربنا بجد، اللي قرب من ربنا بجد، اللي حب ربنا بجد، اللي بنى في قلبه خشية لله بجد، هو اللي بيعرف يقول: "أيوه لله، لا". على فكرة نفس الفكرة دي بتحصل في حاجات تانية، زي مثلاً انت دلوقتي في الشغل والفلوس حرام، إيه هي جاية، معروضة عليا، بتيجي تقول: "إيه؟ لله لا". وبتقولها كده بالانفعال. ده ليه؟ لأن انت نفسك في الرزق ده قوي ومزنوق، بس "لله لا". ليه؟ لأن الله سبحانه وتعالى عندك كبير غالي بتحبه، وجنب الحب ده تخشاه وتخاف منه، بتخاف منه بجد عشان ما يردَّه. إيه؟ المنظومة بتاعة إن الحب... الحب... الحب لا لا، هي إيه؟ هو رأس الطائر محبة، واليمين والشمال إيه؟ خوف ورجاء. ما انت مش هتفهم أكتر من الصحابة يعني، ما انت مش بفهم أكتر من اللي عاشر النبي صلى الله عليه وسلم. لازم الإنسان يتقلب بين الخوف والرجاء، ده شيء طبيعي، وانت في حياتك كلها تتقلب بين السلبية والإيجابية. كـ... بيتقال عليها اللي هو Positive Negative، Reverse: الدافعية الإيجابية والدافعية السلبية. إنك تتحرك لشيء من اكتساب مميزات، أو تتحرك لشيء من تجنب خسائر. فانت بتذاكر عشان خايف تسقط، وساعات بتذاكر عشان انت نفسك تجيب تقدير عالي. الاثنين بيقوموك تذاكر، وده اللي يهمنا.

فإحنا اللي يهمنا إنك تطيع الله قطعته بالمحبة، قطعته بالخوف، قطعته. فهو إيه؟ خوف ورجاء، خوف ورجاء، ورأس الطائر إيه؟ حب. ما أنا بخاف منه ليه؟ عشان بحبه. وبرجو ليه؟ عشان بحبه. بس الخوف ده لازم إن انت لا تأمن على نفسك؛ لأنه الله سبحانه وتعالى – يعني – شديد العقاب. ربنا زي ما هو التواب الرحيم، إنه شديد العقاب. وأحيانًا كان... كان برضه ابن القيم – اعتقد – كان بيقول إنه أحيانًا الإنسان قد يكون معاقب ولكن لا يدري. ليه؟ بيقول لك: "ما أنا بصلي وبصوم وبنام" بس معاقب بإيه؟ بإنه محروم إنه يقيم الليل، محروم إنه يذكر الله، محروم إن هو يدعو الله، محروم من القرب، محروم من القرب. انت تقي، محروم القرب؟ ده حرمان، وعقابه أشد عقاب والله. أسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يعاقبنا وأن يقربنا.

فانت عشان تمسك الموضوع ده وتقرص الشيطان كده بأنيابك إنك تلتزم بـ... اه... بتطبيقات العلمية والحاجات دي بتساعدنا فعلا نشوف نهرب من إيه؟ ونتجنبكم حضور لخطوات بنعملها. بس لازم في سياق آخر تبقى بتبني هذه... هذه العلاقة، هذه المحبة، هذا القرب؛ لأن هو ده اللي بإذن الله ينجيك. اضطررت يا عم، غصب عنك، ربنا يرزقك. سافرت، سافرت، جالك شغل وقاعد في مكان لوحدك، أهلك مشيوا وسابوك، إيه؟ هتسيب البيت، هتقعد... أجبرت في الظروف إنك هتقعد لوحدك. أجبرت إنك راجل أصلاً شغلك على مواقع التواصل الاجتماعي، فانت مش هتقفل. محتاج تنظم استخدامه. أيا كان، ممكن الحاجات اللي إحنا بنقولها – الإجراءات اللي إحنا بنقولها دي – تفشل. بس إيه اللي عمره ما هيفشل؟ الخشية. النبي صلى الله عليه وسلم كان من دعاء إيه؟ "اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة". الشهادة دي اللي هو قدام الناس، إن هو الناس تشوف وهو بيصرف كده، يخشى الله سبحانه وتعالى في تعاملاته وتصرفاته وسلوكياته كلها. بس إيه كمان؟ في الغيب، لما ما يبقاش في حد شايف، ما حدش سامع، ما حدش مطلع. "اللهم ارزقنا خشيتك في هذه اللحظة". ليه؟ لأن هي دي اللي كبيرة، دي هي دي اللي كبيرة قوي: إن انت تبقى ما عملتش كده عشان الناس شايفاك. بس لما ربنا بس اللي كان شايفك، كان عادي؟ ما ينفعش يبقى عادي. ما ينفعش يبقى عادي. وكلنا أصحاب ذنوب، يعني ما هو مش لازم الذنب يبقى... مش لازم الذنب يبقى إباحية، بس كلنا أصحاب ذنوب. واللي بيكلمك مذنب، فأنا بكلمك وأنا بقول لنفسي والله، أنا مش بقول لك انت بس، بقول لي أنا نفسي كمان: في الغيب والشهادة يا رب. ده النبي دعاها، أنا ما أدعيها؟!

فانت مهم إنك تستحضر هذي المعاني؛ لأن والله والله ده العنصر الفارق فيه التوبة من عمل ده.

خلينا العيشة بتأذن، هاخد بريك صغير وأرجع أكمل لكم.

**إدارة المشاعر:**
نجي بقى لآخر جزء في المسألة دي، وأنا حاولت بصراحة هختصر برده شوية؛ عشان لو قعدت اتكلم في كل نقطة من اللي أنا عايز اتكلم فيها باستفاضة، الفيديو هيوصل ساعتين ولا حاجة. فآخر حاجة خالص، ودي حتة في منتهى الخطورة: إنه انت لما بتمارس المحتوى ده أو الـ... المحتوى ده، الهرمونات اللي مخك بيفرزها بتساعد جسمك إن هو يستقر ويسكن. ودي من مهام الأوكسيتوسن المعروفة، وخصوصًا عند الرجالة بتسبب لهم حالة من الاسترخاء.

وهنا يجي أحيانًا إن بيبقى المدمن بيستخدم المحتوى ده كوسيلة من وسائل تهدئة النفس. فمثلاً: هو غضبان ومتضايق قوي من حاجة، فيروح يتفرج عشان يهدى، ياخد مسكن. زعلان قوي، ياخد مسكن. زهقان قوي، ياخد مسكن. كل ما مر عليه مشاعر سلبية نفسية هو مش عارف يديرها ويتعامل معاها، بيذهب إيه؟ للمسكن بتاع المشاهدة.

وهنا تأتي أهمية التعلم عن المشاعر، ومعرفة إن المشاعر هي زي إشارات أو رسائل، الله سبحانه وتعالى خلقها فينا عشان تساعدنا إن إحنا نتصرف بأشكال معينة، أو تساعدنا إن إحنا نضبط سلوكياتنا أو نلبي احتياجاتنا. فمثلاً مثال سريع: الغضب. الغضب بيقول لك إنك في ظلم حصل، في حاجة Unfair حصلت. في أما انت محتاج تراجع نظرتك للموقف: هو ليه ظلم؟ ممكن يطلع ما يطلعش ظلم، فيبقى ده كان داعي إنك تركز في الموضوع ده وتعيد تقييمه. أو يطلع فعلاً ظلم، فتشوف انت المفروض تتصرف تصرف عامل إزاي عشان تضبط الظلم ده، وتاخد حقك وتحافظ على نفسك. فمن دون الغضب هتبقى يعتدى عليك. زي ما بنشوف مثلاً في الناس اللي قاعدين دلوقتي اللي هم قاعدين... الغضب لما يحدث مثلاً في أهلنا في فلسطين، فده هو القابل التعادي ليه؟ هو لا يغضب للي بيحدث، ده هو خلاص بقى منمل؟! فبعكس، الغضب شعور صحي يخليك قادر يعني تدافع عن نفسك وإنك تقدر تحمي حدودك.

فبدل ما انت بتغضب و... بدل ما ترجع تتواصل مع اللي أغضبك، وبدل ما تحاول تكتسب حقوقك وتحسن من مهاراتك في التواصل وقدرتك على المواجهة، تتحول لإنسان إيه؟ بيروح ياخد المسكن ويمشي. فده مهم جدًا إنك تتعلم كيف تدير وتتعامل مع غضبك، كيف تدير وتتعامل مع حزنك، كيف تدير وتتعامل مع الشعور بالملل. فهمك المشاعر بشكل عام.

عندي في كتاب بتاعي اسمه "استراحة نفسية"، الكتاب فيه اثنين شابتر: واحد عن المشاعر الإيجابية وواحد عن المشاعر السلبية، بناقش فيهم أهم 10 مشاعر إيجابية وأهم 10 مشاعر سلبية. لو انت عايز تتعلم على المشاعر... آه... ماعرفش مصدر والله زي يعني لو كان في... لو لو كمان افتكرت بعد ما مشيت، أو ممكن حضراتكم تساعدوا في التعليقات لو في عندكم مصادر كمان متاحة مجانًا، مثلاً محاضرات أو كده، زي ما قلنا على المحاضرة بتاعة الشيخ ياسر.

فمش ظاهر في دماغي حاجة تكون بتتناول الموضوع بالعربي، أه، بالمنظور بتاعنا؛ لأن في كتب كتيرة ومحتوى كتير غربي في هذه المسائل، ولكن بيبقى في شيء من إيه؟ عدم الانضباط الشرعي فالواحد بيبقى خايف يعني إن هو يرشحها.

ولكن من الآخر، إن شاء الله تستخدم الـ Chat GPT إنه يتكلم معاك في هذا الموضوع. أقول له مثلاً: "قول لي المشاعر والمعاني بتاعتها، إزاي يتعامل مع الشعور الفلاني، إزاي يتعامل مع الشعور الفلاني". أه، ممكن تقول له: "اطبِّق، أقول له مثلاً: طب لو أنا مسلم إزاي أتعامل مع الشعور ده من منظور إسلامي؟" أه، والله ساعات بيقول إجابات لذيذة جدًا يعني. أه، وطبعًا ChatGPT مش حاجة 100% سليمة، خصوصًا في الأمور الدينية يعني، ممكن تاخد المعلومة وتراجعها من مصادر تانية: جوجل يعني، نشوف بـ المنصات الإسلامية محتواها جيد يعني ويعرف عنها الثقة يعني. بس إيه؟ ممكن تاخد منه أفكار. فمهم قوي قوي قوي قوي قوي إن تتعلم إن تتعامل مع مشاعرك.

وتبقى عارف بقى اللقطة دي: إن المشاعر السلبية دي من مدخلات الرجوع. إحنا قلنا إيه في المثيرات؟ انت دلوقتي عايز تبطل، فبيحصل حاجات تثيرك إنك ترجع. من ضمنها الإباحية الناعمة، من ضمنها القعدة لوحدك، من ضمنها... من ضمنها المشاعر السلبية، أو إنك تمر بظرف صعب. فتبقى عارف، أول لما يجي الموقف ده تبقى عارف إن أنا إيه؟ مش... أنا عارف إن دماغي دلوقتي هتقول لي: "نروح للموضوع ده". وأنا هقول لها: "لا"، وابتدى أدور إزاي أوجد الدعم والمساعدة بعيدًا عن ده.

طيب، حاجة بقى أخيرة خالص، محتاج إن أنا أنهيها؛ عشان برده الأمانة دلوقتي. إحنا بنقول مساعدة، إدناك خطوات واضحة، الموضوع ده بيخلص إزاي؟ وضحنا لك التوقعات بتاعتك من الموضوع ده تبقى عاملة إزاي؟ إن هو طويل وباخد وقت، وممكن ياخد من حد ست شهور، وممكن ياخد من حد ست سنين، وممكن ياخد من حد 20 سنة، وممكن ياخد من حد ست أيام. ما حدش عارف انت فين. وكل جسم واستجابته، وطبيعة الشخص وبناؤه النفسي وظروفه البيئية وحالته الدينية، وفي النهاية مشيئة الله سبحانه وتعالى إن هو يعني يختبر صدقه في التوبة قد إيه. ليها معايير كتير قوي، ما حدش يقدر يحط لها Timeframe. ولكن قد يحتاج الإنسان إلى مساعدة خارجية.

يعني قلنا ممكن بداية المساعدة دي إن انت حد من الأهل: "جماعة، أنا وقعت في هذا الخطأ ومحتاج مساعدتكم جماعة". ممكن... أحيانًا أنصح... أنصحك إنك لو أهلك ما عندهمش وعي... داه يا إما يتفرجوا على الفيديو ده، يا إما يتفرجوا على دورة على موقعنا اسمها "Porn Shield" (بورن شيلد)، هي بتخاطب الآباء والأمهات على إزاي يتعاملوا مع ده، وهي على الموقع؛ لأن هي مخصصة للآباء والأمهات يعني. أنا ما أنصحش الأولاد نفسهم أو المستخدمين نفسهم إن هم يتفرجوا عليها، دي مخصوصة ليهم. عشان كده حتى إحنا حطينها في Box مخصوص، يروح لها الوالدين اللي هم... حتى حطينها بسعر أبسط من أي حاجة تانية؛ لأن عايزينها تبقى مخفضة ومقبولة. وإحنا لما عملناها محاضرات مباشرة كانت أصلاً حاجة اسمها "ادفع ما تستطيع"، كان أي حد الرقم اللي يقدر عليه ويدخل، فهي مش الهدف منها التربح، لكن الهدف إن هي إيه؟ يتم عملية Filtering يعني للناس اللي اللي هيبقى ليهم Access على المحتوى ده. يا إما تفرجوا على ده، يا إما تفرجوا على البورن شيلد وتقول لهم: "لو سمحت محتاجكم تبقوا معايا في الموضوع ده، محتاج رقابة خارجية".

خصوصًا لو انت سنك أقل من 25 سنة، في المرحلة بتاعة الشباب دي إحنا أصلاً شايفين لما قلنا الإدمان بيوقف الـ Prefrontal Cortex، انت أصلاً قبل سن الـ 25 – يعني في ناس بيقولوا 20، في ناس بيقولوا 25 – اكتمال النمو بتاع العقل اللي هو الـ Prefrontal Cortex بيبقى لسه ما اكتملش. وأصلاً الشاب في مرحلة الشباب في السن ده يعني بيبقى هو أصلاً ما عندوش قدرة قوية على السيطرة على سلوكياته؛ لأن هو عنده الجزء الخاص بالمشاعر (Amygdala) مكتمل، اللي هو الـ Amygdala مكتملة، وبعد كده ده لسه مش مكتمل. ففي عدم تكافؤ ما بين المنطق والمشاعر. فهو بيكون الشدة الإدمانية والحدة الإدمانية بتاعة الأشخاص في السن ده، الأولاد هنا في السن ده بيبقوا يا إما منتجين قوي، يا إما ناجحين قوي، يا إما فاشلين قوي، يا إما مدمنين قوي. بيبقوا كده قوي، عندهم شيء من المبالغة.

فقد تحتاج المساعدة دي، ومش ده لضعف في شخصك هيستمر معاك، ده للعملية البيولوجية، اكتمال حاجة في ذهنك. فقد تحتاج لمساعدة خارجية، قد تحتاج لمعالج نفسي أو معالجة نفسية. وأنصح جدًا جدًا جدًا بالمعالجين من نفس الجنس. ما تروحيش تتعالجي عند راجل في الموضوع ده، لا كبيرة ولا صغيرة بتاع. ننصح طبعًا مهنيًا مش من حقي أقول كده والناس ممكن تزعل مني وبتاع، بس أنا بقول اللي قديم فيه لبناتي الصغيرين ربنا يحميهم ويحفظهم روحي. البنت زيك روحي، البنت زيك روحي، لست زيك روح، لراجل زيك روح يعني، بلاش في المواضيع دي بالذات يعني. دي نصيحة عامة، وفي المواضيع دي بالذات أنصح كده. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعافينا وأن يعافي كل مبتلى، وأن يسترنا ولا يفضحنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يعنا على أنفسنا.

وهختم معلش: هذا الأمر يحتاج إيه؟ ميزان، زي ما قلنا ما بين الرجاء والخوف. فإحنا ترجينا قوي في أول الفيديو، حابب أنهي الفيديو بشيء من استحضار معنى – هو مش خوف – استحضار معنى اللي أنا قلت لكم هكمله لكم. ابن القيم بيقول إيه؟ وهو إن تنظر في الذنب إلى ثلاثة أشياء:
1.  إلى انخلاع من العصمة حين إتيانه – ماشي، دي اللي إحنا قلناها.
2.  وفرحك عند الظفر به – احذر يعني، راقب نفسك كده بتفرح وانت بتحقق الذنب ده.
3.  وقعودك على الإصرار عند تداركه، مع تيقن نظر الحق إليك.

ثلاثة أشياء، تبص عليهم وانت بتذنب عشان تصحصحوا قلبك. استحضار:
*   انخلاع من العصمة حين إتيانه.
*   استحضر إنك ربنا رفع عنك عصمته؛ لأنه في حتة تانية بيقول لك إيه؟ "وهو حقيقة الخذلان، فما خلى الله بينك وبين الذنب إلا بعد أن خذلك وخلى بينك وبين نفسك، ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلًا". عشان كده بقول لكم إيه؟ البداية في النجاة من عند الله، من عند الله. ابدأ بعلاقتك مع ربنا، ابدأ بحبك لربنا.

وبلاش الأبيض والأسود: "أصل أنا بقع في الذنب ده، فأقعد فيه. أقع في الذنب ده وأقعد أعمل ورد الاستغفار وورد الأذكار وورد القرآن وأسمع دروس، ويقع في الذنب وأسمع دروس وأسمع القرآن ووزِّد الأذكار، ويقع في الذنب ويرجع عمل أذكار واستغفر وصلي وادعي، ويقع في الذنب إلى ما لا نهاية". علشان هتكتشف إن انت أزمتك مش في إدمان الإباحية، انت أزمتك في إن انت بشر مذنب طول عمرك، إلى ما لا نهاية. فده أصلاً System الحياة اللي انت يجب أن تعيش عليه.

فاستحضر المعاني دي. وزي الله سبحانه وتعالى يقول: "وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ". اللي عايز صراط مستقيم يمشي عليه، يستعن ويعتصم بالله سبحانه وتعالى. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يتوكلون عليه حق التوكل، وممن يصدقونه.

والله يا جماعة، والله والله والله... الصدق، والله هو المطلع على القلوب. الصدق لو صدقت ربنا، مهما كان اللي بيحصل، اعرف إنه له حكمة. اصدقه. فعلاً، خلي قلبك مخلوع كده ومكسور كده وانت قاعد تتملق له. قل له: "يا رب". ده التملق الوحيد المأجور، الجميل، المحبوب، المحمود. وانت قاعد تقوله: "يا رب، يا رب، يا رب، مش هعرف أوقف الحاجات دي من غيرك يا رب، يا رب، أنا... أنا... أنا ما بعرفش، أنا ما بقدرش، أنا ما بمسكش نفسي، أنا باجي ببقى مش عارف أسَيطِر على نفسي يا رب، أنا مش هعرف غير بيك يا رب". اقعد كده بقى، اقعد اشتكي نفسك لربنا. اقعد، هو يعلم ويرى، لكن يحب أن يسمعك؛ عشان انت قلبك يحضر، عشان يحصل تمام الاستعانة والتوكل ده. لازم يحصل كده. لازم تقعد كده وتشوف كده وتقول: "يا رب، يا رب، أنا يعني... أنا لو أنا تبت دلوقتي، كل اللي أنا عملته ده يتحول حسنات؟! انت رحيم قوي يا رب، إزاي؟ ما استغفرك إزاي؟ ما تبشَّر بالحبل ده والباب ده بتاع التوبة ده إلى ما لا نهاية، إلى أن يتوب الله عليك".

ولتعلم أن كل مؤمن ذنب يعتاده فينة بعد فينة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكن مؤمن نسي، ولكن إذا ذكر، ذكر". أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من يتذكرون ويقفون عند حدوده ويصدقونه القول والعمل بإذن الله.

أنا مش عارف والله الفيديو ده كان هيبقى مفيد ولا مش مفيد يعني، بس والله أنا بعمله ونفسي إنه ينفع ولو شِفَّة، يفرق ولو حتى تكرر إنك تعيد المحاولة مرة تانية وانت مستحضر إنك مش عاجز بالله، مش لا بالنصائح يعني. أنا والله أنا خلطت يعني خلطت النصائح العلمية دي بالـ... عشان بس يبقى الوجبة متكاملة. ولكن بالله، كل شيء.

سلام عليكم، سامحوني على الدخول العجيب اللي أنا داخله ده. بس أنا بعد ما خلصت المونتاج لقيت إن في نقطة مهمة قوي أنا ما قلتهاش، وهي إنه بيقولوا And once addicted, inducted: مجرد إنك مرة أدمنت أو كنت مدمن، هتفضل طول عمرك مدمن. ده مش معناه إنك مش هتتعادى، بس بيقولوا عليها "مدمن متعافي" (Addict in recovery). "مدمن متعافي" يعني إيه؟ يعني تكون واعي إن انت لو نجحت ولو قعدت خمس سنين ما وقعتش في الغلطة دي، إنك الإنسان ساعات يختار يقول: "أنا خلاص بطلت بقى"، فـ "ما بقتش مدمن"، فيستعمل بقى مرة، الاستخدام للمدمن يعيده تاني لداء الإدمان. فانت حتى لو ربنا كرمك وبطلت، هما بيعلموا على فكرة المدمنين يقولوا كده، يقولوا ما يقولوش: "أنا تعافيت"، يقولوا: "أنا مدمن متعافي". فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتكم.

سلام عليكم.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال